سلسلة مواضيع ” جالبوت ” حول الغرائب في هذا العالم ومعلومات غير مألوفة بقلم عبدالعزيز أنقلها لكم في مدونة الجلاوي ليستمتع الجميع بقراءة مقتطفات وابداعات ” جالبوت ” في انستقرام على هذا الحساب : jalbot@
عنوان هذا الموضوع :
” الناس والحجارة “
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا (النَّاسُ) وَ (الْحِجَارَةُ) عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ لماذا كان الناس والحجارة وقود النار ، ما الأمر المشترك بينهما والذي جعلهما معا وقودا للنار ، الناس قد علمنا إستحقاقهم لعذاب النار ، أما الحجارة فما ذنبها ، وما الذي فعلته ، وهل تملك القرار حتى تستحق العذاب ؟
في ذم قلوب بني إسرائيل تقول سورة البقرة المباركة : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) شبهت السورة قلوبهم بالحجارة وما هو أشد قسوة ، ثم : (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )
فضلت الآيات بعض الحجارة على قلوب البشر ، أولا ، ثم أعطتنا حقائق :
1 – من الحجارة ما يتفجر منه الأنهار ويخرج منه الماء (هي سبب إنبثاق الماء ومن ثم الحياة التي تتبع ذلك)
2 – من الحجارة ما يهبط خشية اللہ (يهبطون ويتحركون بإرادتهم وبسبب خوفهم من اللہ ، مثل في الجبل الذي تصدع عندما تجلى له اللہ في قصة سيدنا موسى ﷺ )
الآيات تعطينا معلومات واضحة : أن للأحجار ذكاء ما ، وإرادة ما ، يفكرون ، لديهم مشاعر (الخوف) ، ويتحركون (ربما بالطاقة الكامنة) ، وأنهم في بعض الأحوال (منها حال بني إسرائيل) أفضل من البشر (لو أنزلنا هذا #القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية اللّه )
بينما هناك أناس يضحكون ويهزئون من القرآن ، فمن أفضل؟
عبدت الأحجار دونا عن سائر الأشياء ، وحتى إن عبد حيوانا أو نباتا أو كوكبا ، كان الحجر رمزا له فمناة صخرة على ساحل البحر الأحمر ، تذبح عندها القرابين وتلقى في بئر يتبع معبدها ، واللات صخرة بيضاء مربعة في الطائف ، كان بها وبالعزى شيطانان يكلمان الناس (يخرج من الحجرين أصوات) ، والعزى حجر أبيض كذلك ، ذي الشرى حجر أسود خام ذو أربعة أضلاع ، ذي الخلصة حجر أبيض على هيئة تاج ، هبل من العقيق الأحمر ،منطقة الزور في الكويت تسمت على إسم صنم عبد في بلاد الداور مرصعا بالأحجار الكريمة، أساف ونائلة فحشا في البيت الحرام فمسخا حجرين فعبدا.
كل ما بهذا الكون نتيجة الإنفجار الكبير ، فتكونت منه المجرات بنجومها وكواكبها وغبارها، والإنسان لا يخرج عن هذه المنظومة ، فمادة خلق الانسان الطين ، وهي عبارة عن غبار وماء ، والغبار أصله كوني وهو حبيبات غبار موجودة في فضاء المجموعة الشمسية يتراوح مقياسها من صخور صغيرة الى اقل من 0.1 مليمتر ومتوسطها 0.3 ميكرومتر ويتكون اثناء تجمع سحابة لتكوين مجموعة نجمية ومن انفجار النجوم ، ويتساقط على الأرض من الفضاء في السنة 14,000,000 طن في السنة حسب الإحصاءات والصخور عبارة عن غبار تجمع وتعرض لضغط وحرارة وبرودة فتحجر مكونا صخور ذات أحجام مختلفة وهكذا نحن والأحجار أبناء عمومة من ناحية مادة الخلق.
المختصون بالأحجار يعرفون أن هناك أحجار مباركة وأحجار خبيثة ، الأحجار المباركة تتأثر بعبادات أصحابها وتجلو ألوانها مع حالة أصحابها النفسية والبدنية ، وهناك أحجار خبيثة تجتذب الكيانات الخبيثة ، يستخدمها السحرة ومن يتعامل بالسحر وتسهيل المعاملات وما شابه أولا وعلى رأس الأحجار المباركة : الحجر الأسود : قال الرسول ﷺ “نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ” ولكن الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية التابعة لجامعة كامبردج العريقة كانت متأكدة من أنه ليس كذلك وأنه مجرد بازلت أسود ، فرصدوا مبلغا هائلا في سبيل قطعة منه لتحليلها، هذا جذب ريتشارد فرانسيس برتون ، وهو ملازم بريطاني ، ١٨٥٧ ، يتقن ٢٩ لغة والكثير من اللهجات ، درس ريتشارد اللغة العربية مدة سبع سنوات، ثم ذهب إلى المغرب ليكتسب اللهجة المغربية، ومنها ذهب إلى مصر على أنه #حاج مغربي. تأثر بحسن معاملة المسلمين وبساطتهم . وتأثر بمسجد الرسول ﷺ ، وتأثر بالكعبة فقال: (لقد هزني ذلك المنظر كثيرًا من الأعماق). ولكنه كان مصممًا على إنجاز مهمته التي جاء من أجلها، وانتظر حتى سنحت الفرصة، وانتزع ٣ قطع من الحجر الأسود، وذهب بها إلى جدة حيث القنصلية البريطانية، وسلمها للسفير. الذي ذهب معه إلى لندن عن طريق باخرة أسترالية، وثق مغامرته في كتابه (رواية شخصية للحج من المدينة إلى مكة) أحرقت زوجته أكثر من ٤٠ مؤلفا له بعد وفاته ١٨٩٠ وكان مكروها بسبب أفكاره ، يقال أنه أسلم. بعد ١٢ عام من التحليل ، كان العلماء متيقنين أن #الحجر الأسود ليس من مجموعتنا الشمسية، وأن تركيبته أقرب للنيازك لكنه ليس مثلها ، فالنيازك تأتي من المجرات القريبة ومعظم تركيبتها متشابهة ، لكن الحجر #الأسود أتى من مجرة بعيدة لم يأت منها غير هذا الحجر. وأنه يمتص الإشعاعات ومنها الضوء ولا يخزنها بل يرسلها ، ربما إلى المصدر الذي جاء منه. يقول رئيس المجمع العلمي لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة بمصر، الدكتور عبد الباسط محمد السيد أنه عندما يفعل ذلك فإنه يسجل صور وبيانات من يمرون عليه ، مصداقا لقوله ﷺ ( والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق.
من الأحجار المباركة (بمعنى لديها قابلية للخير أكثر من الشر) ؛ الفيروز ، العقيق ، الزبرجد ، الدر ، اللؤلؤ ، عين الهر ، الياقوت ، الزمرد
من الأحجار الخبيثة (قابليتها للشر أكثر من الخير) ؛ الألماس ، يشب ، حجر الحية ، الهبهاب ، عرق السواحل كمثال سنتناول قصة من أشهر قصص الأحجار الخبيثة ؛ قصة جوهرة (هوب) : تمت سرقتها من عين صنم هندي في القرن السابع عشر ، فاشترت العائلة المالكة الفرنسية الماسة عام 1668 فحبس الملك لويس السادس عشر وقطع رأسه ورأس زوجته ماري إنطوانيت أثناء الثورة الفرنسية . صادر الثوار كل المجوهرات الملكية بما فيها ( ماسة الأمل ) ثم فقدت ثم ظهرت في انجلترا ثم شراها بير كارتير ، ثم باعها على إيفيلين ( هوب ) فجن زوجها ومات أبنائها وبيعت أملاكها بالمزاد ، ما عدا الجوهرة التي لم يجرؤ أحد على شرائها ولا حتى بدولار واحد ، ثم ورث اللورد فرانسيس هوب الماسة فهجرته زوجته وأفلس ، فاهدى الجوهرة للمتحف ، وبينما كان ساعي البريد جيمس تود يوصل الماسة إلي المتحف توفيت زوجته واحترق منزله.
وكمثال على حركة الحجارة بإرادتها ، سأسرد كمثال قصة هذه الأحجار التي يتعدى وزنها ال100 كجم ، والتي لم يجد العلماء أي تفسير طبيعي لكيفية تحركها حتى اليوم في بحيرة جافة في وادي الموت بجبال بانامينت في كاليفورنيا جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، تحدث هذه الظاهرة الجيولوجية الغامضة لو كان السبب هو الرياح أو الجاذبية أو أي سبب فيزيائي آخر ، لكانت كل الصخور تتحرك في اتجاه واحد بشكل منتظم، أما ما يحدث فهو أن الصخور التي تكون متراصة بجانب بعضها فتتحرك في اتجاهات مختلفة بسرعات مختلفة ولمسافات مختلفة.
إرتبط الإنسان بالأحجار منذ القدم ، حتى سيدنا آدم عندما أهبط إلى الأرض جلب معه الحجر الأسود من الجنة ، واتخذها أبناؤه للزينة والثروة أو للعلاج وكتابة التعاويذ والطلاسم ،إن قصة الأحجار الكريمة بدأت مع الإنسان منذ آلاف السنين وإستخرج المصريون القدماء الفيروز واللازورد والزمرد والزبرجد والعقيق، أما العرب القدماء فقد تميزوا بالمداواة بالأحجار , فاستعملوا اللؤلؤ لتقوية أعصاب العين وضربات القلب, والياقوت لوقف النزف وتهدئة الروع، كما إستعملوا الزمرد لإتقاء الصرع وإبعاد الحشرات السامة, والفيروز لإتقاء العين الحاسدة , والعقيق لوقف نزف الدم من أي مكان في الجسم.
إن من بدائع وعجائب صنع الله الأحجار وذلك الكمون فيها ، والأحجار لها إحساس وشعور وحياة وممات وذلك الإحساس يكون في رتبة الجمادات ( وإن من شيء إلاّ يسبح بحمد ربّه ولكن لاتفقهون تسبيحهم ) من أسباب تولد الأحجار هي الأبخرة التي تنتج في باطن الأرض ثم تتصلب تلك المواد ومن ثم تجف وعلى حسب نوعية المادة وتفاعلها ، وإتحادها ينتج حجر أو معدن ، وهناك أحجار تتولد من النباتات مثل الكهرب ، وهناك ما يتولد داخل الحيوانات أو بفعل خارجي يقوم به الحيوان ، وهناك من الأحجار ما ينزل من السماء كما الحجر الأسود والنيازك وقد مدحها القرآن بالآيات السابقة وفضلها على قلوب بعض البشر، ووصف الحور العين في الجنة ( كأنهن الياقوت والمرجان ) وقال سبحانه وتعالى ( وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون)