.
” لسنا معقدين نفسياً ولا نسعى للفت الانتباه بهوايتنا ”
” هناك عجز من قِبل المختصين في التفرقة بين السام وغير السام.. ومبرراتهم مضحكة! ”
” أنصح المسؤولين البيطريين بتثقيف أنفسهم قبل تأليف القصص عن خطورة ما نربيه من حيوانات وزواحف! ”
” دول أوروبا وأمريكا والإمارات تعتبر الزواحف حيوانات أليفة وتقوم باستيرادها وتصديرها ”
” غير مسموح بفقدان أو هروب أي حيوان لدي.. نظراً لندرتها ”
” تعرضت للخدش والعض من قِبل قطتي أكثر من أي زاحف عندي ”
العبارات السابقة هي بعض العبارات التي وردت في مقابلة الشاب الكويتي ” محمد اللنقاوي ” مع جريدة الوطن الذي نشر اليوم 29-8-2013
اللنقاوي شاب لديه هواية تربية الزواحف ومتمكن في هذا المجال، سوف تجدون الكثير من المعلومات الغريبة في محتوى المقابلة.
حساب محمد اللنقاوي في انستقرام :
كتبت نورا جنات:
على الرغم من المعوقات والصعوبات كافة التي تواجهه، وهوايته التي يستغربها الكثير من الناس، الا ان حبه لتلك الهواية جعله يتغلب على كل ما واجهه من صعاب.
محمد اللنقاوي… شاب نجح في تربية واحتضان اكثر من 63 نوعاً من انواع الزواحف والثعابين داخل منزله، وبإمكانات محدودة وبسيطة، على الرغم من العوائق الامنية والجمركية التي تحول دون استيراد وتصدير هذه الزواحف لأسباب يصفها اللنقاوي نفسه بـ«المضحكة»!
فقد بدأ هوايته منذ ان كان طفلاً يرى ان معلوماته حول هذه الزواحف تفوق المختصين ممن يمتلكون الشهادات التخصصية، بل كان يطالبهم بتثقيف انفسهم ويسخر من مبرراتهم لمنع انتاج وتصدير هذه الانواع، ويرى انهم يمنعونها لعدم قدرتهم على التفرقة بين ما هو خطر وسام وبين ما هو أليف وآمن منها!!.
قام محمد اللنقاوي بتهيئة مكان واسع في بيته لتربية ما يمتلكه من مجموعات متنوعة من الافاعي والزواحف، حيث يقضي وقتاً طويلاً في السفر للمعارض المتخصصة التي يتلاقى فيها الهواة، ويتواصل مع اصدقاء في اوروبا ودول الخليج لتبادل المعلومات واكتساب الخبرة.
شاب لديه طموح كبير ويقول انه عرض خبرته على جهات عديدة غير انه كان يواجه دوما بـ«تكسير المجاديف»!
فمع مربي الزواحف والثعابين محمد اللنقاوي، وهذا اللقاء:
– كيف بدأت هذه الهواية الغريبة؟
– منذ الصغر كان لي ولع بالحيوانات الغريبة وغير المألوفة فاتجه اهتمامي بداية للاسماك ثم باقتناء الزواحف والحشرات لما فيها من غرائب وألوان عجيبة وهكذا كنت اجمع وأربي الحيوانات وأشتري اسماك الزينة والاسماك النادرة والغريبة الشكل بأسعار غالية منذ الصغر، أما الزواحف والعقارب فكنت اصطادهما من البر.
– ما مدى تقبّل المحيط الاسري والزوجة لهذه الهواية؟
– في البداية كان هناك خوف ورعب في محيط الاسرة حيث انني ادخلت للمنزل حيوانات يعتقد الاغلبية انها اما ان تكون سامة او عاصرة تقتل الانسان، لكن عندما رأوا عدم خطورتها اثناء تعاملي معها ثم اعطاؤهم الفرصة للتعامل معها تحول هذا الخوف الى حب واعجاب.
– هل من مخاطر في تربية هذه الزواحف بالمنزل؟ وما ردود فعل الجيران عندما يعلمون انك تربيها بمنزلك؟
– ابدا لا يوجد لها مخاطر، وكل ما يتداول بشأن ذلك معلومات غير دقيقة، طبعا أنا اتكلم عن الانواع غير السامة، وهناك انواع فيها بعض السم، اذا كنا نتكلم عن العناكب والعقارب، ولكن الانواع التي تُربى نادرا ما تعض او تلدغ، وان حدث هذا فتأثيرها ليس اقوى من سم النحلة.
اما ردود فعل الجيران فغالبا ما يكون الخوف بسبب الجهل وعدم الوعي، فهم لا يعرفون عن هذه الحيوانات الا ما هو متداول عنها، من انها سامة وخطرة، والبعض منهم يتقبل التوعية مني او من اسرتي، ومنهم من أحب هذه الزواحف، فالجيران يعرفون اننا نربي الكثير من الحيوانات الغريبة، ولكن الجهات المسؤولة دائما ما ترعب الناس، ولا اعلم ما السبب.
وقد قرأت أخيرا تحقيقا نُشر في صحيفتكم قال فيه المسؤولون ان الاناكوندا والأصلات خطرة وانها تقتل الناس، مع العلم بأن دول اوروبا وامريكا والامارات تعتبرها حيوانات أليفة ويتم استيرادها وتصديرها.
أما ما قيل في التحقيق نفسه من ان هناك افاع تغير ألوانها وتتلون وسامة جدا فهذا كلام مضحك وناتج عن الجهل، لانه لا توجد افاع او ثعابين تغير ألوانها مثل الحرباء!! كما يقال ان الزواحف حاملة للكثير من الامراض الخطرة مع العلم ان اغلب المربين في العالم يربونها في غرف النوم كأحواض اسماك الزينة.
فلا أدري ما الفائدة من اخافة الناس واثارة الرعب بينهم؟!
– حدثني عن المجموعة التي لديك من الزواحف- انواعها واعدادها؟
– يوجد لدي 63 حيوانا زاحفاً منها الكبير والصغير، وتختلف بيئة كل نوع عن الآخر، كما تختلف أيضا درجة العناية بها، فمنها ما هو سهل التربية والمتطلبات ومنها الصعب، الذي يحتاج الى الكثير من الجهد لاطعامه وابقائه حياً وايضا تختلف طرق انتاجها وتزاوجها.
– هل العناية بها مكلفة؟ وهل من ميزانية شهرية لها؟
– في الخارج ليست مكلفة بل اسهل واقل تكلفة بالمقارنة مع الحيوانات الأليفة الأخرى، لكن نظرا لكون هذه الهواية ممنوعة هنا يصعب توفير البيئة لها، حيث انها تتطلب السفر لجلب المتطلبات والطلب من الانترنت وانتاج بعض الحيوانات والحشرات. ولا ننسى ان هذه الحيوانات مهما يكن سعرها الطبيعي رخيصاً الا أنها تُباع هنا بأضعاف السعر الطبيعي في العالم لأنها تكون مهربة.
– هل هناك منها ما هو سام؟
– يوجد من الهاوين بشكل عام من يربي أفاعي سامة ولكن القوانين في اوروبا وامريكا تنص على الحصول على رخصة من اجل اقتناء هذه الحيوانات، وعن نفسي ليس في مجموعتي اي شيء سام، ولكن لدينا هنا مربون قدماء يمتلكون بعض الانواع السامة.
اما السلاحف والسحالي فليست سامة، الا 3 أنواع فقط من السحالي التي تعتبر شاذة في هذه القاعدة، وهذه السحالي منها نوعان من سحالي «الهيلا» الموجودة في امريكا وورل «الكومودو» الموجود في جزيرة كومودو في اندونيسيا، مع العلم بانه في بريطانيا تم تدريب الكومودو على بعض اوامر الطاعة كالكلاب.
– ما الأكل الذي تقدمه لها؟
– يختلف الاكل بحسب اختلاف النوع، فمنها ما يأكل اللحوم كـ«القوارض» كالفئران والأرانب والاسماك والطيور، ومنها ما يأكل الحشرات، وهناك ما يأكل الخضار والفواكه، وايضا اقوم بشراء بعض اللحوم واقسمها بحسب احتياج كل حيوان.
– من اين جلبت كل هذه الانواع؟ هل قمت باستيرادها؟
– قانونياً.. لا استطيع استيرادها بسبب منعها، فليس بيدي حيلة الا ان انتظر توافرها في السوق عندنا.
– هل اسعارها غالية؟
– عالميا لا، لكن عندنا غالية جدا، ومنها ما هو نادر حسب تقييم المنتجين المختصين، حيث انه يقوم بانتاج ألوان غريبة وجديدة.
– أليس من الافضل تركها لكي تعيش في بيئتها الطبيعية؟
– للأسف يعتقد الناس هنا ان هذه الحيوانات مثل الاسود والقردة اخذت من بيئتها، لكن في الحقيقة ان الزواحف التي تُباع في السوق تكون انتاج مربين وتجار من امريكا وأوروبا وبعض دول شرق آسيا حتى ان بعضها ألوانه لا توجد في الطبيعة بل هي نتيجة عملية التهجين التي نقوم بها وبعضها لا يستطيع العيش في بيئته بسبب نقص بعض المقومات بسبب التهجين.
– هل تعرضت مجموعتك لحالات هروب او فقدان؟
– أبدا، فهي كما قلت حيوانات غالية وصعبة التوافر هنا، ففقدان او هروب حيوان هو شيء غير مسموح به عندي، لذلك افصِّل لهم افضل واجود انواع الاحواض، واتخذ كافة الاحتياطات اللازمة لمنع هذه الحوادث.
– هل لديك تواصل مع هواة بالخليج والدول العربية؟
– نعم لدي تواصل مع هواة من السعودية وقطر والامارات ومصر.
– هل بالكويت من لديه هذه الهواية؟
– نعم يوجد هنا الكثير ممن يعشق هذه الهواية من رجال ونساء وأطفال.
– اذا كانت هذه الزواحف غير خطرة او سامة كما تقول فلماذا تمنع السلطات استيرادها؟
– سبب منع استيرادها هو الجهل، لانهم لا يعرفون السام من غير السام كما انهم يعتقدون ان السحالي والسلاحف قد تشكّل خطراً على حياة الناس، وان الحية ان لم تكن سامة فبإمكانها عصر وقتل الناس، وأن الزواحف تحمل بكتيريا السالمونيلا. مع العلم بان جميع الحيوانات تحمل هذه البكتيريا وهذا كله كلام ناتج عن جهل وقلة الثقافة والخوف ففي جميع الدول الزواحف تعتبر حيوانات أليفة، وفي دولة الامارات تعتبر حيوانات أليفة يُسمح باستيرادها وتصديرها، فما الفرق إذاً بيننا وبين باقي العالم؟.
وقد ذهبت لأجرب ان كان بامكاني اصدار تصريح لاستيراد بعض السحالي والسلاحف من امريكا فقال لي الدكتور البيطري المسؤول انها ممنوعة، فسألته عن سبب المنع، فأجابني بكل ثقة: لانها من (القوارض)!! وانها تنقل امراض القوارض كالطاعون.
طبعاً هذا كلام مضحك فكلنا نعرف ان القوارض من الثدييات كالفئران والأرانب، ولذلك عندما سألت أحد الاطباء البيطريين المسؤولين عن الثدييات في حديقة الحيوان عن منع السلاحف قال: «على حسب علمي بعض السلاحف تشكّل خطراً على البشر»!! فهل من احد سمع عن رجل قُتل بسبب هجوم سلحفاة؟.
وعن تجربة يمكنني ان ألخص لكِ ردودهم الجاهزة على طلبات الاستيراد، فاذا ذهب اي شخص وسألهم عن الاسباب سيقولون له:
-1 «لاننا لا نعرف السام من غير السام» وهذا يعتبر عذراً اقبح من ذنب، فأنا مجرد هاو ومع ذلك أستطيع ان أعدِّد وأميّز لكِ كل نوع، فهو ليس شيئاً صعباً على من يملك الشهاده في هذا المجال.
-2 «انها تحمل السالمونيلا»!! والسالمونيلا هي بكتيريا تعيش في روث الحيوانات عموماً واكثرها الطيور وتعتمد على نظافة الشخص المربي ومجرد تنظيف الحوض وغسيل اليد بالصابون يزيل البكتيريا.
-3 «حتى لا تستوطن الحيوانات الغريبة في بيئتنا مما يهدد البيئة»!! وهي من الاجابات المضحكة التي كثيراً ما سمعتها!! فبالعقل كيف يستوطن حيوان زاحف أتى من بيئة استوائيةٍ رطبةٍ بيئةً حارةً جافةً تشارف على الانقراض بسبب البشر والاهمال؟!.
-4 «لانها من القوارض» وطبعا انا اعتقدت انه يمزح عندما قالها لي، فالقوارض ثدييات وذوات دمٍ حار، والزواحف ذوات دمٍ بارد.والقطط والكلاب من اكثر الحيوانات المستوطنة في شوارعنا فلماذا لم يمنعوها؟.
-5 يقولون انها ممنوعة من قِبل منظمة السايتس، فاذا أحضرت لهم اوراقاُ ومستندات تقول ان المنظمة سمحت بتجارتها وانه لا خطر على الحيوان او البشر يقولون لك «بس ممنوع».
– ألم تفكر بالتنسيق مع شباب آخرين لديهم هوايات مماثلة لانشاء محمية مثلا؟
– فكرنا ونسقنا وعملنا على ذلك ولكن كل ما ينتظرنا هو الاحباط «وتكسير المجاديف» ففي التحقيق الصحافي الاخير المنشور بصحيفتكم قام بعض المختصين بتحليل المربين للزواحف نفسيا! وقال ان اتجاه الشباب لهذه الهواية هو للفت الانتباه وشبّهنا بمن «يعملون حركات ملفتة بمركباتهم لأجل لفت الانتباه وايجاد الذات» فلا اعرف بأي حق حلّل شخصياتنا؟َ فليست كل الاصابع متساوية.
– هل تنشأ حالة من الصداقة بين هذه الزواحف ومربيها؟
– مع البعض وليس الكل، فمثلا سحالي التيقو (Tegu) والورل لديهما القدرة على تمييز الناس المألوفين عن الناس الغريبين ولديهما القدرة كذلك على التعلم، لذلك ادعها تتجول في البيت مع القطط والاطفال.
– ما الفائدة التي تعود عليك جراء تربيتها؟
– المتعة اولا، فهي كاسماك الزينة فيها الألوان والأشكال والتصرفات الغريبة، وايضا انا لا ابالغ عندما اقول انني كل يوم اتعلم شيئاً جديداً وغريباً من هذه الحيوانات، وطبعا نتج عن ذلك شيء مهم وهو انه قد ازداد تقديري وحبي للحياة البرية لدينا حتى اني بدأت انصح وأقوم بتوعية الناس للمحافظة عليها بينما من يمنعون الحيوانات ويدعون انه من اجل حماية البيئة لا يبالون بما يحصل في بيئتنا التي شارفت على الانقراض.
– هل فكرت بالانتاج منها؟
– نعم أنا وبعض الهواة بدأنا بانتاج انواع مختلفة وكل له مجاله الذي بدأ فيه فاخترنا ان نختلف ونعدّد أنواع الزواحف التي نريد انتاجها حتى نتبادل المعلومات والخبرات المكتسبة، فهناك من فقس البيض لديه، وانا بانتظار ان يفقس بعض البيض عندي وايضا بانتظار المزيد من البيض.
– حدثني عن بعض غرائبها وصفاتها؟
– ان بدأت الكلام في هذا المجال لن انتهي، ولكن سأحاول ان اختصر لكِ بعضا منها، فمثلا الثعابين ومعظم السحالي تستعمل لسانها للشم وليس انفها، والبرمائيات تتنفس من جلدها، وهناك اربعة انواع من الثعابين تحضن البيض في داخلها، وعندما يفقس تلد صغارا قادرين على الأكل، طبعا الاجمل هو ان الثعابين اذا خسرت عيونها تستطيع ان تصطاد وان تستدل على طريقها بدون اي مشاكل والفضل يعود الى لسانها وفتحات الرؤية الحرارية.
– ما متوسط اعمارها؟
– غالبا ما تكون اعمارها من الـ12- الـ25 سنة.
– هل تحتاج في معيشتها الى تكييف بيئي معين بالمنزل؟
– طبعا فالتي تعيش في الصحراء تحتاج الى بيئة حارة وجافة اما التي تعيش في الغابات فتحتاج الى بيئة رطبة استوائية، وايضا احتاج الى ان اقلد درجات الحرارة ومصادرها في بيئتها، فالبعض يحتاج الى اضاءة مشابهة للشمس حتى يستمد منها فيتامين D3 والا سيواجه امراضاً في العظام.
– هل تكبر ويزيد حجمها عن ذلك؟ وكيف ستتصرف حينها؟
– فيها الذي يبقى صغيرا والذي حجمه متوسط، ومنها ما يكبر ليصبح عملاقا، وبالنسبة لي بكل بساطة اوفر لها احتياجاتها واماكن اكبر للمعيشة في منزلي فالموضوع ليس بالشيء الصعب.
– هل تعرضت لعض او خدش منها؟
– نعم تعرضت ولكن غالبا ما تكون من الصغار، فهي تعمل بغريزتها عند خروجها من البيض فتعض للدفاع عن النفس، ومع تقدمها بالعمر تصبح اهدأ.
اما بالنسبة للخدش فهو طبيعي مع بعض الزواحف مثل الورل او الاغوانا لان لديها مخالب لتمسك بجذوع الاشجار والتسلق فعندما اضعها على يدي تتعامل معها كأنها جذع حتى لا تسقط، ولكن المضحك هو اني تعرضت للخدش والعض من قبل قطتي اكثر من اي زاحف عندي.
– كلمة اخيرة، ما تطلعاتك، وامنياتك المستقبلية؟
– اتمنى من الجهات المختصة اخذ الموضوع بجدية وعدم اهماله لان لدينا الكثير من الطموحين في هذا المجال الذي لا نهاية له، واتمنى ان يقوم المسؤولون والاطباء البيطريون بالبحث حتى يثقفوا انفسهم قبل تأليف القصص عن افاع تتلون واناكوندا سامة، او التي تأكل البشر كالتي في الافلام، لانهم للاسف يشوهون الهواية بتأليف القصص لاخافة الناس.